- - احتل فن الهجاء في الشعر العربي مكانة أدبية رفيعة، حيث أبدع الكثير من الشعراء العرب على مر التاريخ في استخدام أسلوب التهكم والنقض في أشعارهم حتى أصبح فناً شعرياً عُرف باسم "شعر النقائض".
- - ويقصد بشعر النقائض أن يناقض الشعراء بعضهم البعض، فيقول كل شاعر بكتابة قصيدة يهجو فيها الآخر ويتفاخر بنفسه.
- - تمتاز قصائد الهجاء غالباً بوحدة البحر الشعري وحرف الروي والقافية بالإضافة إلى وحدة الموضوع الذي تُبنى عليه القصيدة.
- - من أشهر شعراء الهجاء (النقائض): "جرير - الفرزدق - الأخطل - ابن الرومي - المتنبي - نابغة الذبياني- الحطيئة".
-
- أشهر قصائد الهجاء:
- 1- قصائد الهجاء بين جرير والفرزدق:
- - يقول الفرزدق:
- - كذبت عينك أم رأيت بواسط
- غلس الظلام من الرباب خيالا
- - و إذا وعدنك نائلاْ أخلفنه
- ووجدت عند عداتهن مطالا
- - فانعق بضأنك يا جرير فإنما
- منتك نفسك في الخلاء ضلالا
- - منتك نفسك أن تسامي دارماْ
- أو أن توازن حاجباْ و عقالا
- - و إذا وضعت أباك في ميزانهم
- قفزت حديدته إليك فشالا
- - رد عليه جرير:
- - وَالتَغلِبِيُّ إِذا تَنَحنَحَ لِلقِرى
- حَكَّ اِستَهُ وَتَمَثَّلَ الأَمثالا
- - أَنَسيتَ يَومَكَ بِالجَزيرَةِ بَعدَما
- كانَت عَواقِبُهُ عَلَيكَ وَبالا
- - حَمَلَت عَلَيكَ حُماةُ قَيسٍ خَيلَها
- شُعثاً عَوابسَ تَحمِلُ الأَبطالا
- - ما زِلتَ تَحسِبُ كُلَّ شَيءِ بَعدَهُم
- خَيلاً تَشُدُّ عَلَيكُمُ وَرِجالا
- - زُفَرُ الرَئيسِ أَبو الهُذَيلِ أَبادَكُم
- فَسَبى النِساءَ وَأَحرَزَ الأَموالا
- - قالَ الأُخَيطِلُ إِذ رَأى راياتِهِم
- يا مارَ جَرجِسَ لا نُريدُ قِتالا
- - هَلّا سَأَلتَ غُثاءَ دِجلَةَ عَنكُمُ
- وَالخامِعاتُ تُجَمِّعُ الأَوصالا
- - تَرَكَ الأُخَيطِلُ أُمَّهُ وَكَأَنَّها
- مَنحاةُ سانِيَةٍ تُديرُ مَحالا
- - ويقول الفرزدق ساخراً من قوم الجرير:
- - لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ
- أبداً إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ
- - إنّ الزّحَامَ لغَيرِكُمْ فَتَحَيّنُوا
- وِرْدَ العَشِيّ إلَيْهِ يَخْلُو المَنهَلُ
- - حُلَلُ المُلُوكِ لِبَاسُنَا في أهْلِنَا
- وَالسّابِغَاتِ إلى الوَغَى نَتَسَرْبَلُ
- - أحْلامُنَا تَزِنُ الجِبَالَ رَزَانَةً
- وَتَخَالُنَا جِنّاً إذا مَا نَجْهَلُ
- - فادْفَعْ بكَفّكَ، إنْ أرَدْتَ بِنَاءنا
- ثهلان ذا الهضبات هل يتحلحل
- - وذات مرة وقف الشاعر النميري إلى جانب الفرزدق ضد جرير، فأعد له جرير قصيدة هجاء تتكون من 97 بيتاً سمّيت بـ"الدامغة"، من أبياتها:
- - أعد الله للشعراء مني
- صواعق يخضعون لها الرقابا
- - أنا البازي المدل على نمير
- أتحت من السماء لها انصبابا
- - إذا علقت مخالبه بقرن
- أصاب القلب أو هتك الحجابا
- - ترى الطير العتاق تظل منه
- جوانح للكلاكل أن تصابا
- - فلا صلى الإله على نمير
- ولا سقيت قبورهم السحابا
- - ولو وزنت حلوم بني نمير
- علي الميزان ما بلغت ذبابا
- 2- قصائد المتنبي:
- - قال هاجياً كافور الإخشيدي حاكم مصر:
- - ألا كُلُّ مَاشِيَةِ الخَيْزَلَى
- فِدَى كلِّ ماشِيَةِ الهَيْذَبَى
- - وَكُلِّ نَجَاةٍ بُجَاوِيَّةٍ خَنُوفٍ
- وَمَا بيَ حُسنُ المِشَى
- - وَلَكِنّهُنّ حِبَالُ الحَيَاةِ
- وَكَيدُ العُداةِ وَمَيْطُ الأذَى
- - ضرَبْتُ بهَا التّيهَ ضَرْبَ القِمَا
- رِ إمّا لهَذا وَإمّا لِذا
- - إذا فَزِعَتْ قَدّمَتْهَا الجِيَادُ
- وَبِيضُ السّيُوفِ وَسُمْرُ القَنَا
- - فَمَرّتْ بِنَخْلٍ وَفي رَكْبِهَا
- عَنِ العَالَمِينَ وَعَنْهُ غِنَى
- - وَأمْسَتْ تُخَيّرُنَا بِالنّقا
- بِ وَادي المِيَاهِ وَوَادي القُرَى
- - وَقُلْنَا لهَا أينَ أرْضُ العِراقِ
- فَقَالَتْ وَنحنُ بِتُرْبَانَ هَا
- - وَهَبّتْ بِحِسْمَى هُبُوبَ الدَّبُو
- رِ مُستَقْبِلاتٍ مَهَبَّ الصَّبَا
- - رَوَامي الكِفَافِ وَكِبْدِ الوِهَادِ
- وَجَارِ البُوَيْرَةِ وَادي الغَضَى
- - وَجَابَتْ بُسَيْطَةَ جَوْبَ الرِّدَا
- ءِ بَينَ النّعَامِ وَبَينَ المَهَا
- - إلى عُقْدَةِ الجَوْفِ حتى شَفَتْ
- بمَاءِ الجُرَاوِيّ بَعضَ الصّدَى
- - وَلاحَ لهَا صَوَرٌ وَالصّبَاحَ،
- وَلاحَ الشَّغُورُ لهَا وَالضّحَى
- - وَمَسّى الجُمَيْعيَّ دِئْدَاؤهَا
- وَغَادَى الأضَارِعَ ثمّ الدَّنَا
- - فَيَا لَكَ لَيْلاً على أعْكُشٍ
- أحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُّوَى
- - وَرَدْنَا الرُّهَيْمَةَ في جَوْزِهِ
- وَبَاقيهِ أكْثَرُ مِمّا مَضَى
- - فَلَمّا أنَخْنَا رَكَزْنَا الرّمَا
- حَ بَين مَكارِمِنَا وَالعُلَى
- - وَبِتْنَا نُقَبّلُ أسْيَافَنَا
- وَنَمْسَحُهَا من دِماءِ العِدَى
- - لِتَعْلَمَ مِصْرُ وَمَنْ بالعِراقِ
- ومَنْ بالعَوَاصِمِ أنّي الفَتى
- - وَأنّي وَفَيْتُ وَأنّي أبَيْتُ
- وَأنّي عَتَوْتُ على مَنْ عَتَا
- - وَمَا كُلّ مَنْ قَالَ قَوْلاً وَفَى
- وَلا كُلُّ مَنْ سِيمَ خَسْفاً أبَى
- 3- قصائد الحطيئة:
- - يهجو نفسه قائلاً:
- - أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً
- بسوءٍ فما أدري لمن أنا قائلهُ
- - أرى لي وجهاً شوّه الله خلقهُ
- فقُبِّح من وجهٍ و قُبِّحَ حامِلهُ
- - يقول في هجاء أمه:
- - جزاكِ الله شرّاً من عجوز
- و لقّاك العقوق من البنينا
- - تنحي فاجلسي مني بعيداً
- أراح الله منك العالمينا
- - حياتكِ ما علمت حياة سوء
- وموتك قد يسرّ الصالحينا
- 4- قصائد ابن الرومي:
- - قال يهجو أحد البُخلاء:
- - يُقتِّر عيسى على نفسه
- و ليس بباقٍ ولا خالدِ
- - فلو يستطيع لتقتيره
- تنفّسَ من منخرٍ واحدِ
- - وقال يهجو رجل أنفه كبير:
- - وإذا نهضتَ كبا بِـوجـ
- ـهك للجبين المعطس
- - إن كان أنفك هكذا
- فالفيل عندك أفطسُ
- - و إذا جلستَ على الطريـ
- ــقِ و لا أرى لك تجلِسُ
- - قيل السلام عليكما
- فتجيب أنتَ و يخرسُ
- 5- قصائد أبو نواس:
- - قال يهجو رجلاً أصلع:
- - يا صلعةً لأبي حفصٍ ممردة
- كأن ساحتها مرآةُ فولاذ
- - ترِنُ تحت الأكف الواقعات بها
- حتى ترنّ بها أكناف بغداد
- - وقال يهجو رجلاً بخيلاً:
- - إذا فقد الرغيف بكا عليه
- بُكاء الخنساء إذ فُجِعت بصخرِ
- - ودونَ رغيفه قلعُ الثنايا
- و حربٍ، مثل وقعة يومِ بدرِ
- 6- قصائد حسان بن ثابت:
- - قال في هجاء أبي جهل:
- - لَقَد لَعَنَ الرَحمَنُ جَمعاً يَقودُهُم
- دَعِيُّ بَني شِجعٍ لِحَربِ مُحَمَّدِ
- - مَشومٌ لَعينٌ كانَ قِدماً مُبَغَّضاً
- يُبَيِّنُ فيهِ اللُؤمَ مَن كانَ يَهتَدي
- - فَدَلّاهُمُ في الغَيِّ حَتّى تَهافَتوا
- وَكانَ مُضِلّاً أَمرُهُ غَيرَ مُرشِدِ
- - فَأَنزَلَ رَبّي لِلنَبِيِّ جُنودَهُ
- وَأَيَّدَهُ بِالنَصرِ في كُلِّ مَشهَدِ
- - وقال في هِجاء هوازِن:
- - أبلِغ هوازِن أعلاها و أسفلها
- أنْ لستُ هاجِيَها إلا بِما فيها
- - قبيلةٌ، الأَمُ الأحياءِ أكرمُها
- و أعذرُ الناس بالجيران وافِيها
- - تبلى عظامهم إمّا هُمُو دُفِنُوا
- تحت التراب، و لا تبلى مخازِيها
- - وما سبق ليس سوى غيض من فيض قصائد الهجاء الكثيرة التي غص بها تاريخ الشعر العربي.
- - قد يهمّك أن تقرأ أيضاً:
- - شعر الهجاء تعريفه وأنواعه وأمثلة عليه
- - مثال على قصص ومواقف في الهجاء
- - مثال على شعر الهجاء
- - جرير شاعر الهجاء والرثاء
-
- وأخيراً: إن كان لديك أي اقتراح أو ملاحظة أو إضافة أو تصحيح خطأ على المقال يرجى التواصل معنا عبر الإيميل التالي: Info@Methaal.com
لا تنس عزيزي القارئ مشاركة المقال على مواقع التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة.
ودمتم بكل خير.
- الرئيسية
-
التصنيفات
-
مثال على الأدب العربي
- مثال على الأدب في العصر الجاهلي
- مثال على الأدب في العصر الأموي وصدر الإسلام
- مثال على الأدب في العصر العصر العباسي
- مثال على الأدب في العصر الأندلسي
- مثال على الأدب في العصور المتتابعة
- مثال على أدب البلدان
- مثال على الأدب في العصر الحديث و المعاصر
- مثال على النقد الأدبي
- مثال على الأدب المسرحي
- مثال على الخطابة
- مثال على الكتابة الأدبية
- مثال على أدب الأطفال
- مثال على الفروقات
- مثال على معاني المفردات و الكلمات
- مثال على منوعات في الأدب العربي
- مثال على القصص و الروايات
- مثال على الشعر العربي
- مثال على قواعد اللغة العربية
- مثال على مؤلفات وكتب
- مثال على التاريخ والحضارة
-
مثال على الإسلام والأديان
- مثال على علوم القرآن الكريم
- الحديث النبوي الشريف
- الأدعية و الأذكار
- مثال على التفسير و التجويد
- الأخلاق و العبادات وتزكية النفس
- مثال على السيرة النبوية
- رمضان و الصوم
- الجنة و النار واليوم الآخر
- مثال على الفرق و المذاهب و الأديان
- مثال على علامات الساعة وعذاب القبر
- مثال على الفتاوى الإسلامية
- شبهات ومعتقدات خاطئة عن الإسلام
- مثال على العقيدة الإسلامية
- أحكام فقهية وشرعية
- معلومات دينية عامة
- معلومات دينية للأطفال
- الحج و العمرة
- مثال على تراجم القرّاء
-
مثال على المأكولات
- مثال على الأطباق الرئيسة
- مثال على أطباق منوعة من حول العالم
- مثال على أطباق سهلة وسريعة
- مثال على أطباق جانبية /مقبلات
- مثال على أطباق بالمكرونة
- مثال على أطباق للرجيم
- مثال على الحلويات
- مثال على السلطات
- مثال على المخبوزات /الفطائر
- مثال على المشروبات والعصائر
- مثال على أطباق بدون فرن
- مثال على الأطباق النباتية
- مثال على أطباق صحية
- مثال على الأطباق الغريبة
- مثال على ساندويتشات
- مثال على الشوربات
- مثال على أسئلة وأجوبة في المطبخ
- مثال على الطب و الصحة و الجمال
- مثال على العلوم
- المزيد...
-
مثال على الأدب العربي
- نبذة عنا
- سياسة الخصوصية
- الدخول إلى الحساب